Physical Address
Indirizzo: Via Mario Greco 60, Buttigliera Alta, 10090, Torino, Italy
Physical Address
Indirizzo: Via Mario Greco 60, Buttigliera Alta, 10090, Torino, Italy
بعد عشر سنوات من فراره من الحرب في سوريا، يجد الصحفي الألماني-السوري سليمان تدمري نفسه أمام سؤال وجودي يشغل آلاف السوريين: هل حان وقت العودة إلى الوطن بعد سقوط نظام بشار الأسد وانتهاء الحرب، أم أن البقاء في ألمانيا هو الخيار الأفضل؟
هذا السؤال الذي كان حتى سقوط النظام السوري غير وارد بالنسبة لمعظم اللاجئين، بات اليوم مطروحًا بجدية، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات للهجرة واللجوء في ألمانيا، وتنامي الدعوات إلى “إعادة الترحيل”.
تدمري، الذي حصل على الجنسية الألمانية ويعمل حاليًا مراسلًا لبرنامجي بانوراما وSTRG_F، أطلق رحلة شخصية للبحث عن إجابته: هل ما زال له مستقبل في ألمانيا وسط تصاعد العنصرية؟ وهل ما زالت هناك سوريا يمكن العودة إليها بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب؟
عودة محدودة رغم سقوط الأسد
تشير بيانات رسمية إلى أن نحو 4,000 سوري غادروا ألمانيا في النصف الأول من عام 2025 للعودة إلى وطنهم. من بينهم، استفاد 995 شخصًا من برنامج العودة الطوعية “REAG/GARP 2.0” الذي تموله الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، ويشمل منحة بدء حياة جديدة بقيمة 1,000 يورو للفرد (حد أقصى 4,000 يورو للعائلة)، إضافة إلى بدل سفر وتغطية تكاليف الرحلة وربما النفقات الطبية.
كما سُجلت 193 حالة عودة أخرى عبر برامج محلية في بعض الولايات، بينما غادر 2,727 سوريًا دون أي دعم مالي. ويعيش حاليًا في ألمانيا نحو مليون سوري، معظمهم وصلوا خلال موجة اللجوء الكبرى عامي 2014 و2015.
قصص متباينة بين البقاء والعودة
في رحلته، التقى تدمري بسوريين لديهم رؤى مختلفة:
محمد، عامل معادن من دورتموند، قرر العودة نهائيًا إلى سوريا ضمن برنامج العودة الطوعية، مدفوعًا برغبته في لمّ شمل أسرته والمساهمة في إعادة إعمار بلده بخبراته الجديدة.
لين، طالبة جامعية تعيش مع والدتها في برلين، ترى أن ألمانيا ما زالت أكثر أمانًا لها من سوريا، خاصة إذا خضعت البلاد لحكم إسلامي، وتعتبر أن مستقبلها هنا.
ماهر، طبيب أسنان في ولاية شمال الراين-وستفاليا، يضع مع خطيبته الألمانية “خطة بديلة” تحسبًا لوصول حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) إلى السلطة، في ظل المخاوف التي تجتاح جزءًا كبيرًا من الجالية السورية.
هل يمكن أن تكون ألمانيا وطنًا؟
تدمري لا يطرح الأسئلة على نفسه فقط، بل يوجهها أيضًا إلى الساسة الألمان: هل يمكن أن يجد السوري وطنًا في ألمانيا؟ وإذا كان الجواب نعم، فما هي الشروط؟ هذه تساؤلات تمس الجميع، وليس فقط من لديهم خلفية هجرة.
استطلاع للرأي: انقسام في الموقف من العودة
أظهر استطلاع أجرته مؤسسة infratest dimap لصالح بانوراما أن 52% من الألمان يؤيدون عودة السوريين غير المندمجين بسرعة إلى وطنهم، بينما يرى 25% ضرورة العودة السريعة للجميع بغض النظر عن مستوى اندماجهم. في المقابل، رفض 13% العودة في الوقت الحالي، و4% رفضوها بشكل كامل.
أُجري الاستطلاع بين 30 يونيو و2 يوليو 2025 وشمل 1,312 شخصًا من الناخبين المؤهلين في ألمانيا.
فيلم يتجاوز القصة الفردية
فيلم “وقت الرحيل؟ ألمانيا، سوريا، وأنا” لا يقتصر على قصة تدمري، بل يتناول تساؤلًا أوسع: كم تبقى من معنى للوطن في ألمانيا التي يبدو أن تشديد سياسة اللجوء وزيادة عمليات الترحيل أصبحت من أولوياتها؟