سياسة ميركل منحت حزب البديل دفعة تاريخية – عكس السير

عرضت قناة ZDF الألمانية وثائقياً جديداً بعنوان “AfD: Aufstieg in der Flüchtlingskrise” (حزب البديل وصعوده في أزمة اللاجئين)، تناول فيه كيف شكّل تصريح المستشارة السابقة أنجيلا ميركل عام 2015 “نحن نستطيع ذلك” نقطة تحول كبرى في مسار ألمانيا، وفي الوقت نفسه محطة حاسمة لصعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD).

ستيفن كونغر، العضو السابق في الحزب بين 2013 و2018، وصف الجملة بأنها “كانت بمثابة ولادة ثانية للحزب، وإعادة إنعاشه”. ففي صيف 2015 لم تتجاوز نسبة تأييد الحزب في استطلاعات الرأي 3%، لكن أزمة اللجوء قلبت المعادلة. أما يورغ موثن، المتحدث الاتحادي باسم الحزب بين 2015 و2022، فقال: “جاءت النجدة الكبرى للـAfD عبر السيدة ميركل.”

وبحسب الوثائقي، سجّل عام 2015 وصول أكثر من 1.09 مليون لاجئ إلى ألمانيا، ما شكّل تحدياً تنظيمياً وسياسياً ضخماً. ميركل أكدت حينها بعبارتها الشهيرة أن البلاد قادرة على مواجهة هذه الأزمة، في وقت واجهت فيه انتقادات بسبب ما وُصف بقلة التعاطف، لا بسبب مخالفتها للرأي العام.

صحفي جريدة “فيلت” روبن ألكسندر أشار إلى أن “الكثيرين لا يريدون الاعتراف اليوم، لكن الوثائق تؤكد وجود موجة تضامن واسعة في تلك الفترة.” إلا أن حزب “البديل” استغل الانقسام، فبينما تلقى نصف المجتمع العبارة بإيجابية، رفضها النصف الآخر بشدة.

القيادية في الحزب بياتريكس فون شتورخ أوضحت أن الحزب ركّز على استثمار الجملة في برامجه وحملاته عبر وسائل التواصل وتنظيم المظاهرات. فيما أكد أندريه بوغنبرغ، الرئيس السابق للحزب في ولاية ساكسن-أنهالت، أن هذه المرحلة شهدت دفعاً باتجاه مزيد من التشدد الداخلي، قائلاً: “تخلصنا من المعرقلين، وضغطنا بقوة، وكان موضوع الهجرة هو المحور الأساسي.”

الباحثة في شؤون الهجرة فيكتوريا ريتيغ شددت في الوثائقي على أن “الهجرة هدية للأحزاب الشعبوية، لأنها قضية تقسّم المجتمع وتفتح الباب لاجتذاب ناخبين جدد.”

الوثائقي يخلص إلى أن حزب “البديل”، الذي عُرف بخصومته الشديدة لسياسات ميركل، استفاد paradoxalement من نهجها في أزمة اللاجئين، ليحقق صعوداً سياسياً غير مسبوق.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط